و قفات مع قدوات في التربية و الدعوة عبر العصور
ومضات من حياة الشيخ محفوظ نحناح خصال التميز، دلائل الوفاء،جوانب التأسي
ومضات من حياة الشيخ محفوظ نحناح
إن الرجال أصحاب الأفكار الأصيلة يموتون بأجسادهم , أما الأفكار التي عملوا لها في حياتهم وأخلصوا في سبيلها , وتجردوا للتمكين لها , فإنّها تستمر وتنمو وتزدهر وتبلغ الآفاق , حتى أنّها تصل إلى مواقع , وتتسلل إلى عقول وأذهان , وتلج إلى قلوب ماكانت لتصلها أثناء وجودهم على قيد الحياة كما قال طه حسين وهو يرثي العقاد
أمثالك تموت أجسامهم لأن الموت حق على الأحياء جميعا , ولكن ذكرهم لايموت لأنّهم فرضوا أنفسهم على الزمان وعلى الناس فرضا , وسيوارى شخصك الكريم في أطباق الثرى , ولكن القبر الذي سيحتوي شخصك لن يستأثر بك , فلك في قلوب الذين يحبونك والذين ينتفعون بأدبك وعلمك ذكر لن يموت , ولكنّهم لن يستأثروا بذكرك , وإنّما ستشاركهم فيه الأجيال التي تبقى بقاء الدهر). إنّ هذا الصنف من العظماء كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم إنتقالهم إلى دار البقاء إلا زاد تأثيرهم , وتواصل إشعاعهم ,وظهرت جوانب أخرى مضيئة من حميد خصالهم , خلص إلى ذلك المرشد عمر التلمساني وهو يتحدث عن الإمام الشهيد حسن البنا بقوله
حسن البنا كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم إستشهاده إزدادت شخصيته وضوحا وإشراقا ونورا وبهاء .. إنّه كالوحة الفنية البديعة , كلما إبتعدت نها محملقا في روعتها , كلّما وضح أمام ناظريك رواؤها ودقّة الإبداع فيها , وحقا مامضى عام إلا إزداد تاريخ حسن البنا وضوحا في ميادين الدعوة الإسلامية , وظهر ماأجراه الله على يديه للإسلام والمسلمين). إن من حق رجالنا العاملين أن نعرف أقدارهم , وأن لاننسى فضلهم , ولانبخسهم أشياءهم , وأن نترحّم عليهم وندعو لهم صباح مساء جزاء ماقدّموا وأنجزوا كما قال الإمام أبو محمد التيمي رحمه الله
يقبح بكم أن تستفيدوا منّا ثم تذكرونا ولاتترحّموا علينا). فمن حقّهم علينا ذكر محاسنهم , وتعداد فضائلهم ,وجلائل أعمالهم ,لأن ذلك من شيم الأوفياء ,فلابد ونحن نسير على طريق معبّدة أن نذكر فضل من تعب في تعبيدها , فنسيان الفضل والحقوق ينشيء العقوق كما أشار العلامة أبن باديس
إنّما تقاس درجة الأمم بما تنجبه من الرجال , وإنما تكون منجبة للرجال يوم تصير تعرف أقدار العاملين من أبنائها). والشيخ محفوظ من هذا الصنف من الرجال , بل يأتي في مقدمة قافلتهم, وشخصية عظيمة كشخصيته متعدّدة الجوانب , متنوّعة المواهب , مناقبها أكثر من أن تحصى , وفضائلها أظهر من أن تستقصى كماوصفه الرئيس بوتفليقة فأبدع الوصف بقوله
كان عدّة رجال في رجل), وأشار إلى هذه الميزة كذلك الشيخ راشد الغنوشي لمّا قال
لقد كان الرجل جمعا من فطاحل الرجال متعدّدي الإهتمامات , قد جمعتها قدرة الخلاّق في رجل , بل وطنا وأمة إختزلتا في شخص). ولقد آثرنا أن نقف عند بعض هذه الجوانب المشرقة ونشير إلى عدد من هذه الخصال المميّزة لهذه الشخصية الفذّة والفريدة والنادرة بكلّ المقاييس نراها ساهمت بشكل كبير في تميزها إستخلصناها من خلال عديد الشهادات التي قدّمت وقيلت فيها نقدّمها كومضات للتّأسي والإقتداء.
1) ــ إيثار الناحية العملية والحركية الدائبة: كما وصفه جاسم المهلهل الياسين
نحلة في العمل والتنظيم سماحة الشيخ محفوظ نحناح)، هذه طبيعته لايكلّ ولايملّ ، تحرّك دائم وسعي مستمر ، كلّما حلّ إرتحل، غير آبه بالناعقين والصاخبين والصائحين والملتمسين للبرآء العنت ، لايلتفت كثيرا للمثبّطين واليائسين ، ولقد نبّه إلى هذه الناحية في إحدى وصاياه لمّا قال
كن كلاعب كرة القدم في الميدان لاترى أمامك إلاّ الشباك كي تسجّل الأهداف ، أمّا إذا إنشغلت بتصفيرات الجمهور وكلامهم وتصفيقاتهم ، فإنّ ذلك سيصرفك ويلهيك عن تسجيل الأهداف). ولقد أشار الرئيس بوتفليقة إلى هذا الجانب في شخصيته في رسالة التعزية عندما قال
اليوم وقف به الأجل دون الأمل ، وهو في أوجّ الرجولة ، وقمّة النشاط والأداء ، وذروة الإفادة والعطاء ، حال بينه وبين غاية لاتدركها إلاّ نفسه الكبيرة ، بما له من نشاط لايحدّده جهد ، ولاينال منه تعب ، وبما له صبر على المحن ، وإقتدار على مواجهة الخطوب ،والتغلّب على الشدائد). حافظ على الراية مرفوعة واللّواء شامخا رغم كلّ العقبات والعراقيل والصوارف والمحن التي تعرّض لها لم يثنه كلّ ذلك عن التجسيد العملي للأثر القائل
المؤمن كالغيث أينما حلّ نفع)، والأثر الآخر
من علامات الرجل الصالح أن يترك في كلّ بلد أثرا صالحا). حتّى مرضه لم يمنعه من الحركة والعمل والفعالية والإيجابية ، يقول مصطفى الطحان عنه : (كنت معه في أنقرة ، وكان معنا ثلّة من رجالات الفكر والسياسة ، كان يخرج من الندوة ويغيب أحيانا ، ثم يعود ، كنت أستغرب الأمر ، وبعد أكثر من سنة أخبرني بأنّ الآلام كانت تضطرّه إلى مثل هذا الخروج , حتى لايلاحظ ذلك أحد). فكان دائم العطاء لدعوته وحركته ووطنه وأمته ، لأنّه أدرك منذ البداية أنّ قيمة المرء على قدر عطائه ، وفقه جواب الإمام أحمد لذلك الرجل الذي سأله
متى يجد العبد طعم الراحة؟ فقال له: عند أوّل قدم يضعها في الجنّة). فقد
ظلّ على مدار أربعين سنة يحمل راية الدعوة ويضحّي بنفسه ووقته وماله وجهده في سبيل الله حتّى آخر لحظة من حياته)كما شهد بذلك الحبيب آدمي.
2) ــ علوّ الهمــّة والطموح وروح الأمل: يذكر مصطفى الطحان في شهادته كذلك أنّه
عام 1973 م في زيارتي معه إلى الجامعة المركزية كانت الأوضاع والمظاهر بعيدة كلّ البعد عن الشكل الإسلامي ، لباس الطالبات ، حركاتهن مع زملائهن وهنّ رائحات غاديات أو جالسات على المقاعد أو مستلقيات في الحدائق , سألته: الأوضاع صعبة ياشيخنا ؟ أجابني
ولتعلمنّ نبأه بعد حين). في بداية التسعينات كنّا ترى نحن أنّه من شبه المستحيل أن يدخل الشيخ تونس ومصر وليبيا لإعتبارات عدّة ، ولكنّه بحكمته ومثابرته وروحه المتفآئلة دائما إستطاع أن يفرض إحترامه على الجميع ودعي رسميا ومرّات عديدة لزيارة هذه البلدان وغيرها من طرف أعلى السلطات فيها ، وفتح آفاقا رحبة من خلال هذه الزيارات لصالح الدعوة والحركة والمشروع والوطن. هذه الخصلة وهذا الجانب لفت أنظار العلماء والدعاة والزعماء الذين عاشروه وعرفوه وتعاملوا معه ،يقول توفيق الواعي في حقّه
يكلّمك عن حال الأمة ، فتشعر باللّوعة في صدره ، والمرارة في حلقه ، ولكنّك تلمح الأمل في تحليله ونبرته ، ويحدثك عن المشكلات التي يشيب من هولها الولدان في بلده ، ولكنّه يستبعد اليأس في خطّته والوهن في كفاحه وعزيمته). كان عالي الهمّة ، كبير الطموح فيما يخدم دعوته وحركته وأمته ووطنه ، لايعرف القنوط إلى قلبه سبيل ، ولااليأس إلى نفسه طريق ، فقه وصية إمامه وطبّقها عمليا في حياته
لاتيأسـوافليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس ،وأحلام الأمس حقائق الغد ، ولازال في الوقت متّسع ،ولازالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة).
3) ــ قــوّة الجانب الروحي والمواظبة على العبادات: كان الشيخ رحمه الله لايترك ورده من كتاب الله ، والأذكار مهما كانت الظروف في حلّه وترحاله ، ولقد ذكر الشيخ الغنوشي وهو يعدّد فضائله
عرفته محافظا على تلاوة القرآن والأذكار اليومية ، حتى عندما بلغ الصراع السياسي قمّته ، كان لايفتح باب مكتبه للإستقبال حتى يكمل ورده وتلاوته .. وأشهد أنّه كان كثير البكاء، سريع الدمعة). كذلك يشير عبد الله طنطاوي إلى هذه الناحية بقوله
كان من العبّاد محافظة على الفروض والنوافل والأوراد، ودعوة إخوانه ومن يحبّهم إلى التمسّك بها). شهادة مهمّة في هذا المجال كذلك ذكرها عبد الرزاق قسوم
كان يؤمّنا في مسجد الجامعة ، فأعجبت بورعه وتقواه ، حتى أنّني كنت أحسّ بطمانينة خاصة حينما أصلّي خلفه). الشيخ رحمه الله رغم المشاغل الكثيرة ، والمسؤوليات العظيمة ، والهموم الكبيرة ، التي كانت تثقل كاهله لم يكن يترك ورده ، ولم يفرّط في العبادات ويتهاون عنها ، وكان وفيّا لمدرسة اللّيل عاملا بوصية الإمام البنا
إنّ دقائق الليل غالية فلاتضيعوها بالغفلة) وفعلا هذه البركة التي نلحظها في جهده وعمره وعمله ، وهذه القوة العجيبة في التحمّل ، وهذه الثمار اليانعة التي تركها ، لم تأت من فراغ ، فقوة الصلّة بالله ، والإرتباط الدائم به ، والصفاء الروحي هو السبب الرئيسي في كلّ هذا التوفيق الذي رأيناه وعايشناه ، فبقدر قوة الصلة يكون التوفيق والتسديد والبركة والعكس.
4) ــ عفّــــة القول وإمســــاك اللّسان: يقول الصحفي حميدة العياشي في حقه
لقد نهش لحمك إسلاميون ، ونهش لحمك وطنيون ، ونهش لحمك لائكيون ، ولم تنهش لحم أحد(. ووصفه الدكتور آدمي
وهو ممّن عرفوا بكظم الغيظ ، وسعة الصدر ، والعفو عن الناس ، فلم يكن حقودا ولا حسودا ولا معيابا ولامسبابا ولافاحشا ولابذيئا ، رغم أنّه كان غرضا لكثير من الناس). أمّا الشيخ الغنوشي فيقول عنه
لم أسمعه يغتاب أحدا حتى من مخالفيه،إذ كان شديد الإنضباط بالشرع ...وعندما بدأ العمل الدعوي كان إلتزامه بالشرع وضوابطه أشد ، إذ لم يستعمل الإشاعات عن مخالفيه ، ولم يطعن ، ولم يلعن ، ولم يكن بالفاحش ولا البذيء). أمّا الرئيس بوتفليقة فيقول عنه
وإن أنسى لفقيد الجزائر الشيخ محفوظ نحناح من شيء فلن أنسى البشاشة التي تنطق بها قسمات وجهه ، والأنس واللطف اللّذين تتحدّث بهما عيناه ، وحلاوة اللفظ وطلاوته مع محاوريه حتى في أشد القضايا خلافا ،وعفّة اللسان في أحاديثه وخطبه ، وذلك التسامح السمح في معاملاته لأصدقائه كما لخصومه). وكثيرا ماكنّا نسمعه يقول
تصدّقنا بأعراضنا في سبيل الله). لقد وعى الشيخ منذ إنطلاقته أنّ من لم يستطع الإنتصار في معركته مع لسانه ، من المستحيل أن ينتصر في معركته مع شيطانه ، ومن المستحيل أن يصل إلى مرحلة الرجولة الحقّة التي حدّد مواصفاتها الفاروق رضي الله عنه
لايعجبنّكم من الرجل طنطنته ، ولكنّه من أدّى الأمانة ، وكفّ عن أعراض الناس فهو الرجل). هذه العفة في اللسان أكسبته ـ رحمه الله ـ سعة في الصدر ورحابة في الأفق في تعامله مع الجميع أصدقاء وخصوم ، جعلتهم يحترمونه ويقدّرونه ويكبرونه ، فلم يكن فظّا ولاغليظا ، وإنّما تغلب عليه روح السماحة والنبل والرفق والمرح والدعابة حتى خاطبه حميدة العياشي
أيها الشيخ الذي تعرف كيف تصبح صديقا حتى عند خصومك)(كنت اسمّيك في عمودي الشيخ(اللّباندي) ، لم تغضب مرّة ، بل كنت تقهقه ، وتعلق وتثمّن حرية النقد والرأي ، لم يضق مرة صدرك بسهامي الموجّهة لسياستك .. وكان ذلك يكبر من مكانتك في قلبي).
5) ــ الوطنية الصادقة والحرص على الدولة : لقد أبدع الشيخ في هذا الجانب وتفوّق بإمتياز ، وبإعتراف الجميع كما أشارلذلك الرئيس بوتفبيفة وهو يعدّد خصال تميّزه
وطنيته الصادقة العالية التي كانت تظهر أكثر ما تظهر حين تشتدّ بوطنه أزمة ، فيحمل الجزائر ويطير بها في الآفاق شارحا بالقول الحق.. فكان بحق ممثل الجزائر الذي لايجارى ولايبارى في بيانه ، وكان رجلها الأمين...). هذه الخصوصية تفرّد بها الشيخ عن الكثير من الدعاة وقادة العمل الإسلامي ، وورّثها إلى أبناء الحركة ، فما عرفنا التفريق بين الدولة والسلطة إلاّ من عنده ، وماأدركنا مخاطر سقوط الدولة وكارثية تمزيقها وإضعافها إلاّ من خلال المصطلحات التي كان يردّدها على مسامعنا دائما ويحذرنا من الوقوع في مثلها ، الأفغنة والصوملة والروندة واللبننة وغيرها . وقد لاحظ ذلك الشيخ الغنوشي لمّا اشار إلى أنّ خطاب الشيخ محفوظ
حفل بخصوصية نادرة في حركات التغيير ، الدفاع عن الدولة وضرورة المحافظة عليها ، والخشية من الإنفلات والفوضى ، والحقيقة أنّ هذا الخط مثّل خطابا تليدا في تراث علماء أهل السنة ، زهدت فيه الحركة الإسلامية المعاصرة التي سادها خطاب التثوير والتغيير، بسبب مانالها من بأس الدولة الحديثة ، حتى كرهتها لدرجة تمنّي زوالها ...). كان الشيخ واضحا أشدّ الوضوح في هذه القضية , ولايتردّد في ترجيح مصلحة وكفّة الوطن والأمة على مصلحة الشخص والحركة عند التعارض ، وماموقفه من نتائج الإنتخابات الرئاسية عام 1995 إلاّ دليلا عل ذلك ، ولقد لفتت هذه الميزة إنتباه المستشار فيصل مولوي فقال
تضع الإسلام في ميزانك قبل الحركة ، وتعتبر مصالح الأمة قبل مصلحة الجماعة ، بل ترفض التعارض في هذا المجال ، وتصرّ على التكامل ، وتجعل نفسك وجماعتك في خدمة الأمة وقضاياها). بل أكثر من ذلك لقد ذكر الشيخ أبو جرة في هذه المسالة أنّه ـ أي الشيخ محفوظ ـ
كان معتدلا في أقواله وعلاقاته ومحيطه العاطفي ، وفي كلّ فضاءاته الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والتنظيمية ..ولكنّه كان متطرّفا في مسألتين هما: ـ حبّه للجزائر بوطنية صادقة . ـ ومناصرته لفلسطين بصكّ على بياض). هذه خمس خصال كبرى ساهمت في تميّز شخصية الشيخ محفوظ نحناح ـ طيّب الله ثراه ــ ، وساعدت على نبوغه ، ومكّنت له في قلوب محبيه وفي واقع الناس ، ولو تأسّينا به فيها ، وجعلناها محلّ إقتداء وتمثّل ، وجسّدناها عمليا في حياتنا الدعوية والحركية والسياسية ، نكون قد حافظنا على ميراثه الذي تركه ، والمنهج الذي رسمه ، والمدرسة التي أرسى معالمها ، أمّا إدّعاء الحب والتقدير دون وجود دلائل للوفاء تظهر في سلوك من يدّعي ذلك ومعاملاته ، فهذا وفاء زائف وحبّ قاصر ينطبق عليه قول الشاعر: ورثنا المجد عن آباء صدق أسانا في ديارهم الصنيـــــعا إذ الحسب الرفيع تواكلتــــه بناة السوء أوشك أن يضيعا إنّ من الوفاء أن نصدقه ميتا كما صدقناه حيا ، قياسا ـ مع الفارق طبعا ـ على ماذكره عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
بكى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات ، وقالوا : والله وددنا أنّا متنا قبله ، نخشى أن نفتن بعده ، فقال معن بن عدي رضي الله عنه : ماأحب ان أموت قبله لأصدقه ميتا كما صدقته حيّا). وكما قيل
الرجال ثلاثة سابق ولاحق وماحق، فالسابق هو الذي يسبق أباه بفضله ، واللاّحق هو الذي يلحق أباه في شرفه ، والماحق الذي يحرق شرف أبائه). في الأخير لابدّ أن نشير أنّنا في أمسّ الحاجة إلى الإلتزام بجعل السيرة العطرة للشيخ محفوظ نبراسا للتأسي والإقتداء ، ومسيرته المباركة زادا لمواصلة الدرب الذي بدأه ، ووسيلة من وسائل الثبات على الطريق الذي سلكه ، ودافعا قويا للوفاء له وللمنهج الذي إختاره ، وعضا بالنواجذ على البناء الشامخ الذي أرسى دعائمه ، وحفاظا على الكيان والحركة التي أفنى حياته في سبيل تقويتها والتمكين لها ، ومضى إلى بارئه وهو عل ذلك غير مبدّل ولامغيـــّر